ميكرو ترانزستور
يمثل الترانزستور الصغير تقدماً مبتكراً في تكنولوجيا أشباه الموصلات، حيث يُعدّ حجر الأساس في الإلكترونيات الحديثة. ويتحكم هذا المكوّن الإلكتروني المصغر في تدفق التيار الكهربائي من خلال هيكله المكوّن من ثلاث طبقات، تشمل المنبع، القاعدة، والمجمع. وتعمل هذه الأجهزة على المستوى الميكروسكوبي على تضخيم الإشارات الكهربائية، وتشغيل التيارات وإيقافها، وتنظيم الجهد بدقة استثنائية. وتتميز الترانزستورات الصغيرة الحديثة بأبعاد تصل إلى 5 نانومتر فقط، مما يتيح مستويات غير مسبوقة من الدمج في الدوائر الإلكترونية. وتعمل هذه الأجهزة من خلال التحكم في حركة الإلكترونات عبر مواد شبه موصلة، عادةً ما تكون السليكون، ما يسمح بالتحكم الدقيق بالإشارات الكهربائية. وتجعل قدرة الجهاز على التبديل السريع بين الحالتين الموصلة وغير الموصلة منه عنصراً أساسياً في عمليات المنطق الرقمي داخل الحواسيب والأجهزة الإلكترونية الأخرى. وفي التطبيقات العملية، تشكّل الترانزستورات الصغيرة الأساس للدوائر المتكاملة، مما يمكّن من تطوير أجهزة إلكترونية أكثر قوة وكفاءة في استهلاك الطاقة. وقد أسهم حجمها الصغير وأداؤها الموثوق في ثورة في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية، والاتصالات، والأنظمة السياراتية، والأجهزة الطبية. كما أن التقليل المستمر في حجم الترانزستورات قد ساهم بشكل مباشر في النمو الأسي لقوة الحوسبة مع خفض استهلاك الطاقة، بما يتماشى مع تنبؤ قانون مور بشأن تطور أشباه الموصلات.